وكان مما حذر منه الكتاب والسُّنة الغلو في الصالحين من الملائكة والأنبياء ، أو العلماء والزهاد ، وكذا الغلو في بعض الجمادات ، كالأشجار والأحجار وغيرها ؛ لأن هذا الغلو هو مفتاح الشرك الأكبر ، وبابه النافذ إليه ، وبه ضل قوم نوح ، ومن بعدهم ، وقد سبق في علم الله أن هذا واقع في هذه الأمة ، كما وقعت فيه الأمم من قبلها ، فلذا كثر التحذير منه ، ومع ذلك وقع فيه كثير من المنتسبين للإسلام في القديم والحديث | إن نسبة الغلو إلى الدين بقول الغلو الديني أو التطرف الديني تجوز في العبارة إذ الغلو إنما هو في أسلوب التدين لا الدين نفسه ينظر محمد سعيد العشماوي: التطرف في الدين وأبعاده، مجلة المنار عدد: 36: 81 |
---|---|
فمحبتنا له أصل الإيمان ، وكمالها أن نحبه محبةً فوق محبةِ النفس والولد والمال | فالنبي يقول لمعاذ : « فَأَيُّكُمْ أَمَّ النَّاسَ فَلْيُوجِزْ ؛ فَإِنَّ مِنْ وَرَائِهِ الْكَبِيرَ وَالضَّعِيفَ وَذَا الْحَاجَةِ » 31 |
وفي الاصطلاح: هو البحث عن بواطن الأشياء والكشف عن عللها وغوامض متعبداتها.
الثاني: الغلو الجزئي العملي: وهو ما كان متعلقاً بجزئية، أو أكثر من جزئيات الشريعة العملية، سواء أكان قولاً باللسان أم عملاً بالجوارح وذلك مثل: قيام الليل كله | آثارالغلوّ في الدين والفِكر كما قُلنا سابقاً فإنَّ الغلوّ هو تجاوز الحدّ، وإذا أردنا أن نتحدّث عن الغلوّ في الدين والعبادات كمثالٍ قويّ وشائع على هذا الأمر، فسنتحدّث عن الغلوّ في العبادات لدرجة أن تفعل ما ليسَ من السُنّة أو من الدين، فكثرةُ الصلاة بلا توقّف، واستمرار الصيام بلا إفطار، واليقظة بلا نومٍ هيَ من الغلوّ في العبادات التي لم يكُن عليها نبيّنا -عليهِ الصلاةُ والسلام-، فقد كانَ رسولنا مُحمّد -صلّى الله عليهِ وسلّم- يُصلّي ويرقد ويصوم ويُفطر، فكانَ وسطاً بين الأمور -عليهِ الصلاةُ والسلام-، والوسطيّة والاعتدال هيَ خيرُ الأمور |
---|---|
وعبد بن حميد ص 71 ، رقم 120 | وقد حذر أئمة الإسلام من هذه الفرق والأحزاب |