ذلك بأن باني المجد عالم بما عاناه في بنائه ومحافظ على الخلال التي هي سبب كونه وبقائه، وبعده ابن مباشر لأبيه قد سمع منه ذلك وأخذ عنه، إلا أنه مقصر في ذلك تقصير السامع بالشئ عن المعاين له ثم إذا جاء الثالث كان حظه في الاقتفاء والتقليد خاصة فقصر عن الثاني تقصير المقلد عن المجتهد ثم إذا جاء الرابع قصر عن طريقتهم جملة وأضاع الخلال الحافظة لبناء مجدهم واحتقرها وتوهم أن أمر ذلك البنيان لم يكن بمعاناة ولا تكلف، وإنما هو أمر واجب لهم منذ أول النشأة بمجرد انتسابهم وليس بعصبية | ثم، في نهاية المطاف، سيتم غزو البرابرة السابقين من قبل مجموعة جديدة من البرابرة، وتتكرر العملية |
---|---|
عانى ابن خلدون كثيرًا من الحزن فقرر اعتزال الحياه وذلك بعد وفاة والديه وكبار شيوخه بالطاعون عام 1348م تعليم ابن خلدون تعلم على يد علماء عدة، أهمهم أحمد بن إدريس الأيلولي | الطور الرابع طور القنوع والمسالمة ويكون صاحب الدولة في هذا قانعا بما أولوه سلما لأنظاره من الملوك واقتاله مقلدا للماضين من سلفه |
ذهب ابن خلدون بعد ذلك إلى الحجاز لأداء فريضة ، ومن الحجاز انتقل إلى مصر وقضى بقية حياته فيها، وعمل فيها في تدريس الفقه المالكي، وتولى فيها منصب القضاء، وتوفي بعد إقامته في مصر مدة ربع قرن عام 808هـ، عن عمر يناهز 78 عاماً، ودفن في شمال القاهرة قرب باب النصر في مقابر الصوفية هناك.
27فإحدى الرهانات هو مواجهة سلطة الحاشية التي تخفي على الخليفة أمراضه فضلا على إخفائها عن المجتمع الذي يحكمه | وقد التقى ابن خلدون ملكَ قشتالة "بدرو" أثناء محاولته بَسْطَ نفوذه على ما تبقَّى من مدنٍ قليلة ومنعزلة للمسلمين في الأندلس، والتقى أيضًا القائد المغوليّ تيمور لنك وهو يحاصر مدن الشام وينهبها، ثُمَّ يحرقها، أي أنه رأى الانهياراتِ في شرق العالم الإسلامي وغربه، كما رأى كيف تموت الدول وكيف تنشأ، ورغم تلك الأحداث الأليمة التي شهدها العالم الإسلامي بَرَع ابن خلدون استطاع أن يكون مثقفَ عصره، وشاهدًا عليه، واستطاع أن ينتزع وقتًا للكتابة والتأليف |
---|---|
ويرى أن الخروج عن تقليده فساد أمره وأنهم أبصر بما بنوا من مجده | كما يشير ابن خلدون إلى أنّ العلوم التي يكتسبها الإنسان خلال حياته تنقسم إلى قسمن، أولهما العلوم النقليّة وهي العلوم التي اكتسبها الإنسان عن طريق الخبر، دون إعمال منه للعقل إلا في حالات الفروع المتصلة بالأصول، وعادة ما يكون مصدرها شرعي كعلم التفسير، وعلم القراءات، وعلوم الحديث، وعلم أصول الفقة، والتوحيد، والبيان، وعلم الأدب، أمّا ثانيهما فهي العلوم العقليّة وهي العلوم التي اكتسبها الإنسان واهتدى لها عن طريق عقله، كعلم المنطق، والعلم الطبيعي والعلم الإلهي -ما وراء الطبيعة-، وعلم النظر في المقادير كالهندسة، والرياضيات، والفلك، ورتّب ابن خلدون العلوم حسب أهميتها عند الإنسان على النحو الآتي: العلوم الدينيّة، كعلوم القرآن الكريم، والحديث الشريف |
تطرق ابن خلدون في دراسته الخاصة بعلم الاجتماع إلى العديد من المواضيع مثل العمران البشري وبناء الدول وقيام العصبيات المختلفة، ولقد ضمت مقدمة ابن خلدون العديد من هذه الجوانب.
14فصار لهم ألفا وعادة، وربيت فيهم أجيالهم | السماح للإنسان بالعيش في مجتمع راقٍ ومتحضر، ومنحهُ حياة طيبة |
---|---|
اعتبر ابن خلدون مؤسّس وأوَّل من وضعه على أسسه الحديثة، وقد توصل إلى نَظَريَّات باهرة في هذا العلم حول قوانين العمران ، وبناء الدولة وأطوار عمارها وسقوطها | في علم الاجتماع يقر العديد من العلماء أن ابن خلدون هو المؤسس الأول لعلم الاجتماع، منهم و و ومونيه و والفيلسوف الإسباني وعالم الاجتماع |
فالتحكم و الهيمنة قد تنتج خلسةْ و في غفلة من الجميع و لا تحتاج دوما إلى بهرجة من أجل تمظهرها.
6