قلت: دعاني أدخل منزلي، قالوا: إنه بقي لك عمر لم تستكمله فلو استكملته رأيت منزلك» | قال عليه السلام: "بلغوا عني ولو آية" |
---|---|
لذلك كانت قراءة هذه السيرة العطرة مما يملأ قلوبنا باليقين برسالته صلى الله عليه وسلم، والصدق الكامل بنبوته؛ يقول ابن حزم: "فإن سيرة محمد صلى الله عليه وسلم لمن تدبرها، تقتضي تصديقه ضرورة، وتشهد له بأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حقًّا، فلو لم تكن له معجزة غير سيرته صلى الله عليه وسلم، لكفى" ، كما أن قراءتها تعلمنا العلم والأدب والأخلاق، كما أنها تحلِّق بنا في أجواء روحانية جميلة، تخفف عنا كثيرًا مما نراه في حياتنا من ضيق وعَنَتٍ؛ فقراءة سيرته دواء للروح، وشفاء للنفس، وحياة للضمير والقلب | قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى: 30} ورى أبو داود عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم |
وقال رحمه الله للرجل الذي سأله عن مسألة فقال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا".
الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم من واجبات المسلمين نحو النبي عليه الصلاة والسلام، أن يُصلّوا عليه كما أمرهم الله -تعالى- في القرآن الكريم، حيث قال: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ، فالله -تعالى- يُبيّن في الآية الكريمة أنه يُثني على رسوله -صلى الله عليه وسلم- في الملأ الأعلى، وأن الملائكة عليهم السلام يُصلّون عليه، ويأمر الله -تعالى- عباده بالصلاة عليه ليجتمع الثناء عليه من أهل السماء والأرض، ومن الجدير بالذكر أن التشريف الذي شرّف الله -تعالى- به نبيه -عليه الصلاة والسلام- في الآية الكريمة أتمّ من التشريف الذي شرف به آدم -عليه السلام- عندما أمر بالسجود له | |
---|---|
وما يحدث في هذه الأيام من استهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالأمر الجديد، بل هو من القديم المتجدد، فقد سب مشركو قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا عنه إنه ساحر أو كاهن أو مجنون | وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببتُه، كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطيَنَّه، ولئن استعاذني لأُعيذَنَّه |
فأعظم واجب علينا نحو القرآن أن نعمل بما فيه، والرسول صلى الله عليه وسلم، كما وُصف، كان خُلقه القرآن.