ومن جهة أخرى: فإن ما أسموه " توحيد الأسماء والصفات "!! نوعي التوحيد على حسب بعض الأئمة — النوع الأول: هو التوحيد في المطلب والقصد، ومثال ذلك ما تضمّنه قول الله تعالى: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ | و كذلك هو الذي يخاطب الموتى و يطلب منهم الشفاعة لهم عند الله سبحانه و تعالى |
---|---|
سابعا ؛ من اعترض عن دين الله سبحانه و تعالى ، و يرفض التعامل به ، و تعلمه ، يكون كافرا تحرم عليه الجنة |
والقرآن الكريم نزل باللغة العربية بلا شك كما قال الله سبحانه وتعالى: { إنا جعلناه قرآنا عربياً لعلكم تعقلون}، ومقتضى صيغة"استوى على كذا"في اللغة العربية العلو والاستقرار، بل هو معناها المطابق للفظ.
30فلو أن رجلاً من الناس يؤمن بأن الله سبحانه وتعالى هو الخالق المالك المدبر لجميع الأمور، وأنه سبحانه وتعالى المستحق لما يستحقه من الأسماء والصفات لكن يعبد مع الله غيره لم ينفعه إقراره بتوحيد الربوبية والأسماء والصفات | |
---|---|
وأنواع التوحيد بالنسبة لله عز وجل تدخل كلها في تعريف عام وهو"إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به" | ولا شك أن هذه الأنواع الثلاثة التي تُشكّل قضيّة الإيمان بالله جلّ وعلا، قد قامت بينها نوعٌ من العلاقة بينها، ونصّ عليها العلماء في كتبهم ومصنّفاتهم، ويمكن تقرير هذه العلاقات وبيانها من خلال المحاور التالية: بين توحيد الربوبيّة وتوحيد الألوهيّة هناك عبارةٌ يستخدمها علماء العقيدة في بيان وجه العلاقة القائمة بين توحيد الربوبيّة وتوحيد الألوهيّة، يريدون بها بيان تعلّق الأولى بالثانية، فيقولون: "توحيد الربوبيّة مستلزم لتوحيد الألوهيّة"، ومعنى ذلك أن من آمن بتفرّد الله تعالى في الرّبوبيّة، وأنه وحده لا شريك له، المبدئ المعيد، وأنه خلق الأشياء بقدرته، ودبرها بمشيئته، وقهرها بجبروته، وذللها بعزّته، وانفرد عن خلقه بأفعالٍ لا يقدرُ عليها إلا هو، فإن من كان بمثل هذه العظمة والتفرّد كان مستحقّاً للعبادة، وأن هذه الأفعال وغيرها مما لم نذكرها تقود الإنسان إلى وجوب تعظيمه وإفراده بالعبادة دون من سواه من المعبودات الباطلة، التي لا تضرّ ولا تنفع |
وهكذا تظل تحصي في كل مرّة الحرف الأول من السورة، ثم تحذفه إلى أن يتبقى لديك آخر حرف ورد في السورة، وهو حرف الفاء! فلو فرض أن رجلاً يقر إقراراً كاملاً بتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات لكن يذهب إلى فيعبد صاحبه أو ينذر له قرباناً يتقرب به إليه فإن هذا مشرك كافر خالد في ، قال الله تبارك وتعالى: { إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه ومأواه النار وما للظالمين من أنصار}، ومن المعلوم لكل من قرأ كتاب الله عز وجل أن المشركين الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم واستحل دماءهم، وأموالهم وسبى نساءهم، وذريتهم، وغنم أرضهم كانوا مقرين بأن الله تعالى وحده هو الرب الخالق لا يشكون في ذلك، ولكن لما كانوا يعبدون معه غيره صاروا بذلك مشركين مباحي الدم والمال.
28إن الإيمان بالله جلّ وعلا يتضمّن إيماناً بأنواع التوحيد الثلاثة، وهي: توحيد الربوبيّة، والمقصود به: الإقرارُ بأنَّ ربنا تبارك وتعالى واحدٌ في أفعاله، لا يشاركه فيها أحد ، كالخلق والرّزق والإحياء والإماتة، وتدبير الأمور والتصرّف في الكون، وغيرها من الأفعال الإلهيّة | وقد ابتُلِيتُ بتحقيق الكثير من مسائلهم، فما ازددتُ إلا يقيناً بذلك |
---|---|
الأمر الذي لا خلاف حوله هو أن عدد كلمات سورة الإخلاص 15 كلمة، وعدد حروفها 47 حرفًا، وأن الحروف الهجائية التي لم ترد في السورة مطلقًا عددها 15 حرفًا، وآخر آية في سورة الإخلاص عدد حروفها 15 حرفًا! وسمى الله نفسه بالسميع فعلينا أن نؤمن بالسميع اسماً من أسماء الله سبحانه وتعالى وبالسمع صفة من صفاته، وبأنه يسمع وهو الحكم الذي اقتضاه ذلك الاسم وتلك الصفة، فإن سميعاً بلا سمع أو سمعاً بلا إدراك مسموع هذا شيء محال وعلى هذا فقس | بالنسبة إلى الأولى لا تزال لغزًا يحيِّر العالم، وبالنسبة إلى الثانية لم يعرفها العرب إلَّا في نهاية القرن الهجري الأوَّل! الإجابة: لغة:"مصدر وحّد يوحّد، أي جعل الشيء واحداً"، وهذا لا يتحقق إلا بنفيٍ وإثبات، نفي الحكم عما سوى المُوحَّد، وإثباته له، فمثلاً نقول: إنه لا يتم للإنسان التوحيد حتى يشهد أن لا إله إلا الله، فينفي الألوهية عما سوى الله عز وجل ويثبتها لله وحده، وذلك أن النفي المحض تعطيل محض، والإثبات المحض لا يمنع مشاركة الغير في الحكم، فلو قلت مثلاً:"فلان قائم"فهنا أثبتَّ له القيام لكنك لم توحده به، لأنه من الجائز أن يشاركه غيره في هذا القيام، ولو قلت:"لا قائم"فقد نفيت محضاً ولم تثبت القيام لأحد، فإذا قلت:"لا قائم إلا زيد"فحينئذ تكون وحدت زيداً بالقيام حيث نفيت القيام عمن سواه، وهذا هو تحقيق التوحيد في الواقع، أي أن التوحيد لا يكون توحيداً حتى يتضمن نفياً وإثباتاً |
وهذا يعني أن الأحرف التي تكرّرت في الآية هي فقط أحرف اسم اللَّه! هذه الخاتمة الرائعة تخفي وراءها نظامًا رقميًّا عجيبًا! يمكنك أن تتحقَّق من ذلك بسهولة من خلال اتباع الخطوات الآتية: خذ نسخة إلكترونية كاملة من سورة الإخلاص.
13