والإيمان برسله، والإيمان باليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره | قال- الشيخ عبد اللطيف بن عبدالرحمن بن حسن، ت: 1292هـ، حيث قال في رده على من شنع على شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب لأجل كلامه السابق، ونسبه إلى الخوارج: قد تقدم مرارا أن المعترض له حظ وافر من صناعة التبديل والتحريف، كما وصف الله اليهود بذلك في غير آية 24 والذبح والنذر لغير الله، وإخلاص الدين في ذلك كله لله |
---|---|
فإذا اختل أحد هذه الثلاثة اختل الإسلام وبطل، كما دل عليه حديث جبريل لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان، فبدأ بتعريف الإسلام بالشهادتين، ولا شك أن العلم والقول والعمل مشترط في صحة الإتيان بهما، وهذا لا يخفى على أحد شم رائحة العلم، وإنما خالف الخوارج فيما دون ذلك من ظلم العبد لنفسه، وظلمه لغيره من الناس 25 | والأدلة تؤكد ذلك، فقد أمر الله بهم، وقرن ذلك بالإيمان به كما ذُكر في : يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً ، وجاء الإيمان بهم في المرتبة الرابعة من التعريف النبوي للإيمان كما في حديث جبريل: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله |
فهذه الأمور الستة هي التي عليها مدار النفس وتفكيرها، في حاضرها ومستقبل أمرها، في شؤون الحياة الدنيا، وما يصلح الأموال فيها، وفي المستقبل المنتظر حدوثه في هذه الحياة الدنيا، أو ما يحصل بعد الموت وعند البعث والنشور.
10زيادة الإيمان ونقصانه يزيد الإيمان بطاعة -تعالى-، وينقُص بمعصيته، وجاءت الكثير من الأدلة التي تُؤكد ذلك، كقوله تعالى: وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ، ومعنى زيادته: أي بُعدُ صاحبه عن الشك والشُبهة، ونُقصانه يكون بالشك والشُّبهة، فكان أبو بكر -رضي الله عنه- من أقوى وأرسخ الناس إيماناً | وقال ابنُ عُثَيمين: الفَرقُ بين الشَّيءِ المطلَقِ ومُطلَقِ الشَّيءِ؛ أنَّ الشَّيءَ المُطلَقَ يعني: الكَمالَ |
---|---|
الإيمان بالكتب السماوية يُعرف الإيمان بالكُتب السَّماويَّة بأنّه الإيمان بما أنزله -تعالى- على أنبيائه ورُسله من الكُتب المُبيِّنة لحقيقة التَّوحيد ولحقيقة الدَّعوة إليه -عزَّ وجلَّ-، قال -تعالى-: لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ، ويجب الإيمان بكلِّ الكتب التي أنزلها الله على أنبيائه ورُسله على سبيل الإجمال، أما الكتب التي ذكرها الله في القُرآن الكريم فيجب الإيمان بها على سبيل التَّفصيل، وهي: التوراة، والإنجيل، والزَّبور، ، ومن المعلوم بأنّ القرآن الكريم هو خاتم هذه الكُتب والمهيمن عليها وهو أفضلها، وعلى جميع العباد تصديقه واتِّباعه | فإن قيل لهم: فالذي زعمتم أن النبي صلى الله عليه وسلم أزال عنه اسم الإيمان، هل فيه من الإيمان شيء؟ قالوا: نعم أصله ثابت، ولولا ذلك لكفر ثم قال: فإن قيل: فكيف أمسكتم عن اسم الإيمان أن تسموا به، وأنتم تزعمون أن أصل الإيمان في قلوبكم وهو التصديق بأن الله حق، وما قاله صدق؟ |
ومن عرف التوحيد الذي دعت إليه الرسل، زال عنه الإشكال في هذه المسألة، فإن التوحيد هو إفراد الله تعالى بالعبادة، و لا إله إلا الله تعني أنه لا معبود بحق إلا الله، فالتوحيد يقوم على عبادة الله وحده بالقلب واللسان والجوارح، بل حقيقة الدين هو الطاعة والانقياد،.
25