وهكذا اعتقاد السر في حي من الأحياء أنه ينفع ويضر دون الله، وأنه يصلح لأن يعبد من دون الله ولو كان حيًا، كما يفعله بعض ضلال الصوفية بمشايخهم، هذه وأشباهها من الشرك الأكبر | رغم ذلك، لا يمكن إغفال دور وأهمية السنة النبوية في تفسي الكثير من الأمور والأحداث التي وُجِدت في القرآن الكريم والتي كانت بحاجة إلى تفصيل وشرح من النبي في بعض الأحيان، حيث لم يبخل الرسول صل الله عليه وسلم في توضيح الآيات وفي تبيان الغاية من نزولها في كل وقت |
---|---|
كفّارة اليمين بيّن الله -تعالى- في القرآن الكريم كفّارة اليمين، وذلك في قوله تعالى: لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ، ويظهر من الآية الكريمة أنّ كفارة اليمين هي عتق رقبةٍ، أو إطعام عشرة مساكين من أوسط ما يطعم الإنسان أهله عادةً، أو كسوتهم، فإن لم يستطع شيئاً من تلك الثلاثة، صام ثلاثة أيامٍ، ويقدّر الإطعام في كفارة اليمين؛ بإعطاء كلّ مسكينٍ كيلو ونصف، من الأرز، أو البر، أو نحو ذلك من أوسط قوت البلد الذي يعيش فيه الإنسان، ويمكن كذلك أن يعطي الإنسان كلّ مسكينٍ قيمة الطعام من المال، إذا كان ذلك أنفع له، وأمّا الكسوة فيجزء فيها أن يعطي الإنسان كلّ مسكينٍ ما يغّطي عورته، وتصحّ به | وقد أطلق بعض أهل العلم الكراهة فيجب أن تحمل على كراهة التحريم عملاً بالنصوص وإحساناً للظن بأهل العلم |
فأما عن إطعام المسكين من أوسط ما يطعم الناس أهليهم، فمن الممكن أن يُقدم الشخص الذي يُكفر عن يمينه الكفارة نقداً، وذلك في حال ما كان المسكين محتاجاً للمال أكثر، فأما بالخصوص عن الكسوة التي من الممكن أن يُقدمها الشخص كفارة عن يمينه، فلا بد أن تكون مناسبة للمسكين وتستر عوراته وأن يصح الصلاة فيها، وهنا قد نكون وصلنا إلى الختام وقدمنا لكم كل ما نمتلك من معلومات عن هذا الموضوع الخطير، ونتمنى أن يتعظ الأشخاص وأن لا يكثروا من الحلفان، وأيضاً أن لا يكون الحلفان بغير الله حتى لا يقع والعياذ بالله في الشرك | وهكذا اعتقاد أن هؤلاء يصلحوا للعبادة وإن لم يدعهم، إذا اعتقد أن هؤلاء يدعون من دون الله ويستغاث بهم وأنه لا بأس بذلك فهو شرك أكبر وإن لم يفعل |
---|---|
وفي لفظ: أن يقولوا: ما شاء الله ثم شئت، وفي لفظ قال لهم: قولوا: ماشاء الله وحده، فهذا كله يدل على أن هذه الأمور من الشرك الأصغر، وأن الكمال أن يقول ما شاء الله وحده فإن قال: ما شاء الله ثم شاء فلان، لولا الله ثم فلان فلا بأس بذلك |
ماحكم الحلف بعير الله مع الدليل شاهد أيضًا: من حلف بغير الله لا يجوز ولا يحل للإنسان أن يحلف بغير الله تعالى، أو بغير صفةٍ من صفاته، فإن للإنسان أن يحلف فيقول: والله، أو: وعلم الله، أو: وقدرة الله، أو: وعزة الله.
7كفارة الحلف بغير الله الحلفُ بغير الله لا تلزمه عند أكثر العلماء، فمن حلف برأس أمه، أو بحياته، أو بالكعبة، أو غير ذلك فيمينه غير منعقدة، وهي يمين محرّمة، ولا تلزمه الكفارة إذا حَنِث بها، وإنّما يكون مرتكباً لأمر محرّم، لأنّ الحلف يكون بالله، أو أسمائه، أو صفاته، وعلى من حلف بغير الله أن يتوبَ إلى الله توبةً نصوحاً، فيترك هذه المعصية، ويتوب إلى الله منها، وأن يعزِمَ على عدم العودة إليها مستقبلاً، وقال ابن العربيّ إنّ من حلف بغير الله ذاهلاً، أو جاهلاً فإنّ كفّارتَه تكون أن يقولَ لا إله إلا الله، فإنّ قوله ذلك ينفي عنه ما جرى على لسانه من اللغو، ويردّ قلبه إلى الذّكر من بعد الغفلة والنسيان، ويردّ لسانه إلى الحقّ، وأمّا كفارة من حلف باللّات والعزّى، فقد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله في ذلك: من حلف فقال في حلفه باللات والعزى فليقل: لا إله إلا الله ، وعِلّة قول لا إله إلا الله في الحديث أنّها تعيد الحالف إلى التوحيد الحقّ الخالص لله تعالى من بعد أن وقع الحالف في الشرك بيمينه، كما ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنّه قال لسعد رضي الله عنه حينما حلف باللّات والعزّى: قل لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ وانفُث عن يسارِكَ ثلاثًا وتعوَّذْ باللَّهِ منَ الشَّيطانِ ثمَّ لا تعُدْ | |
---|---|
ومن الأدلة على خطورة الحلف بغير الله حديث ابن عمر أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من حلف بغير الله فقد أشرك | لا دليل، بل الدليل على عكس ذلك كما تقدم، وبهذا يتبين للسائل أن الشهيد وإن كان حيا لكن لا يجوز الحلف بحياته، ولا بذاته، لأن الحلف بغير أسماء الله تعالى وصفاته محرم |
وقال الشيخ عبد الرحمن المعلمي رحمه الله تعالى: " القسم -الذي- يفهم إجلال الحالف للمحلوف به، واعتقاده أن له سطوة غيبية ، بحيث ينال الحالف النفع الغيبي إذا وفى وصدق، وأنه إن لم يف أو يصدق نالته عقوبته ، ونال المحلوف له النفع الغيبي بإيفائه حقه إن كان له حق.
19