ربي اني ظلمت نفسي. 464 من حديث: (قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت..)

اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ قوله: ولا يغفر الذنوب إلا أنت : أي لا أحد يقدر على ستر الذنوب، والتجاوز عنها إلا أنت وحدك، ففيه الإقرار بالوحدانية للَّه تعالى، واستجلاب المغفرة منه
هذا هو فهم سياق القصة ، وهو أيضا ما تقتضيه قواعد اللغة العربية س: ما يجمع بينها؟ الشيخ: ما حاجة للجمع

شرح دعاء رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي

المفردات: ظلمت نفسي: الظلم: وضع الشيء في غير محلّه، وهو على مراتب: أعلاها الشرك، ويندرج تحته الذنوب الكبيرة والصغيرة.

من القائل ربي إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له،
فإذا كان نبي اللَّه عليه السلام يعدد ذنبه على نفسه، مع علمه بمغفرة اللَّه له، فكيف بنا نحن لا نعدد ذنوبنا وسيئاتنا التي نجترحها في الليل والنهار، ولا نعلم هل يغفر لنا أم لا! فبدل أن تقول : جاء زيد وجاء عمرو ، تختصر فتقول : جاء زيد وعمرو
من القائل ربي إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له،
؟ الشيخ: بالدعاء هكذا قدام وجهه، أما في تكبيرة الإحرام وعند الركوع وعند الرفع منه هذا يكون هكذا حيال منكبيه أو حيال أذنيه، أو في الدعاء هكذا قدام يديه ويبالغ في الرفع إذا كان في الاستسقاء
464 من حديث: (قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت..)
تختصر فتقول : إن الله يعلم ما أنتم عليه وسيحاسبكم عليه
ذكر العلامة ابن سعدي رحمه اللَّه من فوائد هذه القصة: أن قتل الكافر الذي له عهد بعقد، أو عرف، لا يجوز، وأن الذي يقتل النفوس بغير حقٍّ يُعدُّ من الجبارين المفسدين في الأرض، ولو كان غرضه من ذلك الإرهاب، ولو زعم أنه مصلح، حتى يرد في الشرع بما يبيح قتل النفس ، ومن الفوائد: أن العبد ينبغي له أن يستعظم الذنب، ويخاف عاقبته، ويتوسّل إلى اللَّه بذكر مظلمته، وعزمه على التوبة والأوبة الفوائد: 1- إن الاعتراف بالذنب توبة وندم، مع الإقلاع عن الذنب، والعزيمة على أن لا يعود إليه
وسبب هذه الدعوة أن موسى عليه السلام قتل رجلاً قبطياً خطأً دون قصد أو تعمّد، حين أقدم رجل إسرائيلي من شيعته على الاستنصار به على القبطي، فضربه بقبضة يده فمات في الحال، وعدَّ ذلك ذنباً لأنه قتل نفساً لم يأمره اللَّه بقتلها وهذا هو التقدير الصحيح ؛ لأن النحاة يقولون : إن حرف العطف إنما جيء به لاختصار التكرار في الجملة

464 من حديث: (قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت..)

فإن الفاء تفيد — كثيرا — مع الترتيب التسبب ، أي الدلالة على السببية في عطف الجمل ، نحو : رمى الصياد الطائر فقتله.

3
464 من حديث: (قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت..)
كما قد يكون لهذا الإشكال وجه — من حيث قواعد اللغة — لو كان حرف العطف هو الفاء ، فكان الكلام : إني ظلمت نفسي فأسلمت مع سليمان
464 من حديث: (قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت..)
فحين يعطف الله تعالى قول ملكة سبأ وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لا يجوز أن تفهم على أنها توضيح للمعطوف عليه أو بيان له ، من حيث أصل اللغة ، فكيف حين يكون بين المعنيين تضاد ظاهر
شرح دعاء رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي
وفي رِوايةٍ: وَفي بيْتي وَرُوِي: ظُلْمًا كَثِيرًا وروِيَ كَبِيرًا بِالثاءِ المثلثة وبِالباءِ الموحدة، فَيَنْبغِي أَن يُجْمَعَ بَيْنَهُمَا، فَيُقَالُ: كَثيرًا كَبيرًا