لم يبق من قصور الطائفة إلا القليل ، أفضل مثال تم الحفاظ عليه وأجمله هو الجعفرية التي تم ترميمها كثيرًا في سرقسطة ، وبدأ القصر في عهد أحمد بن سليمان المقتدر في النصف الثاني من القرن الحادي عشر ، وهو عبارة عن مزيج معقد من الأقواس المستوحاة من | فإلى جانب تراجع قدرة أجهزة الدولة القمعية على الردع فهناك مقاومة شديدة بالفعل لمشروع أركان الحكم الحالي |
---|---|
تُرى من هم المرابطون الذين كانوا بمجرد أن تذكر أسماؤهم تتغير كل الأوضاع؟ إنهم أبطال مجاهدون، لا يهابون الموت، أقاموا دولة إسلامية تملّكت كل مقوماتِ القوّة، تربّعت على المغرب العربي وما تحته، وقبل أن نتحدث عن دولتهم تلك؛ نتعرف أولًا على أحوال بلاد الأندلس بعد حصار إشبيلية؛ حتى نعي الوضع جيدًا قبل بداية عهدهم | مصلحون ولكن كسنّة من سنن الله أيضًا في المسلمين فإن أعمال الخير والدعوات الإصلاحية لم تُعدم ولن تُعدم إلى قيام الساعة برغم ما يحدث مما هو في عكس طريقها؛ فقد كانت هناك محاولات إصلاحية في هذا العهد، وأخرى تبدي عدم موافقتها لهذا الوضع المزري في البلاد، لكنها كانت دعوات مكبوتة، لم تستطع أن ترى النور، يقول أحد الشعراء واصفًا هذه الفترة: مِمَّا يُزَهِّدُنِي فِي أَرْضِ أَنْدَلُسٍ أَلْقَـابُ مُعْتَضِـدٍ فِيهَـا وَمُعْتَمِدِ أَلْقَابُ مَمْلَكَةٍ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا كَالهِرِّ يَحْكِي انْتِفَاخًا صَُورَةَ الْأَسَدِ فقد كان في كل بلد من بلاد الأندلس قادر بالله ومعتمد على الله ومعتضد بالله ومعتصم بالله ومستكفٍ بالله ومؤيد بالله، وكلهم يدفعون الجزية لألفونسو السادس بما فيهم حاكم إشبيلية المعتمد على الله والتي تقع في أقصى الجنوب الغربي من بلاد الأندلس، والتي تبعد كثيًرا جدًا عن مملكة "قشتالة" |
لماذا تفرطون في مثل هذه العزة في الدنيا وذاك الثواب العظيم في الآخرة؟! وهنا أرسل له ألفونسو السادس رسالة شديدة اللهجة يطلب فيها منه أن يدفع الجزية كما كان يدفعها إخوانه من المسلمين في الممالك الإسلامية المجاورة، فكان من نبأ "المتوكل بن الأفطس" أنه أرسل له ردًا عجيبًا، أرسل إليه برسالة حفظها التاريخ ليعلم الناس جميعًا أن المؤمن وهو في أشد عصور الانحدار والانهيار إذا أراد أن تكون له عزّة فهي كائنة لا محالة، يقول المتوكل بن الأفطس في رسالته: وصل إلينا من عظيم الروم كتاب مدعٍ في المقادير وأحكام العزيز القدير، يرعد ويبرق، ويجمع تارة ثم يفرق، ويهدد بجنوده المتوافرة وأحواله المتظاهرة، ولو علم أن لله جنودا أعز بهم الإسلام وأظهر بهم دين نبيه محمد عليه الصلاة والسلام أعزّة على الكافرين، يجاهدون في سبيل الله لا يخافون، بالتقوى يُعرفون وبالتوبة يتضرعون، ولإن لمعت من خلف الروم بارقة فبإذن الله وليعلم المؤمنين، وليميز الله الخبيث من الطيب ويعلم المنافقين.
30ولعل أبرز نجاحات الثورة هي كشف حدود هذه الدولة الإستبدادية اللا تنموية، وتآكل قدراتها على الردع والقمع أمام جموع غاضبة بلغ إحباطها مداه | فحين أرسل "ألفونسو السادس" رسالته المهينة إلى "المعتمد على الله بن عباد" يطلب منه متهكمًا مروحةً يروّح بها عن نفسه، أخذها "المعتمد على الله" وقلبها ثم كتب على ظهرها: والله لئن لم ترجع لأروحنّ لك بمروحة من المرابطين |
---|---|
كانت بداية تلك الحقبة التاريخية في الأندلس في القرن الرابع للهجرة وتحديدًا في الربع الأول منه، حيث كانت نهاية الدولة الأموية في الأندلس وسقوطها | سادسًا: بنو عامر: وهم أولاد بني عامر والذين يعود أصلهم إلى اليمن، استوطنوا شرق الأندلس، وكانت عاصمتهم بلنسية |
يسقط الثغر الإسلامي الأعلى في بلاد الأندلس تلك المدينة العظيمة التي كانت عاصمة للقوط قبل دخول المسلمين في عهد "موسى بن نصير" و"طارق بن زياد" رحمهما الله | أم من أجل الاستكبار وعدم الرغبة في أن تكونوا تحت إمرة رجل واحد من المسلمين؟! فقد كان لكل ملك منهم نزعة استقلالية عالية في الاهتمام بالفقهاء والعلماء والشعراء مما أدى لإنتاج غزير وغني لأمهات كتب الأصول والعلوم والمؤلفات الضخمة عند قادة الفكر الأندلسي الذين أثروا المكتبة الفكرية الإسلامية ككل |
---|---|
مأساة بربُشْتَر جاء النصارى بالفعل ودخلوا البلاد، وفي مملكة "سرقسطة" أحدثوا من المآسي ما يندّ له الجبين، ومن أشهر أفعالهم فيها ما عرف في التاريخ بمأساة بربُشْتَر | كانت أوضاع دويلات الطوائف الاقتصادية تضعف شيئًا فشيء لأن كُل دويلة كانت تستنزف مواردها الاقتصادية في الحروب الداخلية مع غيرها من الدويلات وأيضًا بالتحالفات مع الممالك النصرانية، هذه الأسباب كانت كفيلة بسقوط دويلات الطوائف تحت سيطرة الممالك النصرانية التي قامت على أساس الوحدة فيما بينهم الأمر الذي مكّنهم في نهاية الأمر السيطرة على آخر معاقل المسلمين في الأندلس وهي التي حكمها بنو الأحمر من عام 629 هـ حتى عام 897 هـ وسقطت هذه المملكة بعد تسليمها من قبل أبي عبدالله الصغير إلى ملوك الكاثوليك |
الموقع تحت إشراف المؤرخ الإسلامي، الأستاذ الدكتور راغب السرجاني.
7